حوار بين يدين

حوار بين يدين

لاحظت اليد اليسرى أن اليد اليمنى تجفوها و لا تحسن صحبتها فرغبت في محاورتها.

اليسرى : السلام عليك يا أختاه .. هيه ! ألا تسمعين ؟ !.. السلام عليكم و رحمة الله.
اليمنى : ماذا تريدين أنت الأخرى ؟ ذريني فإني أسبح بحمد ربي !
اليسرى : إذا كان التسبيح بحمد الله سبحانه نفلا ، فإن رد السلام فرض على المؤمنين.
اليمنى : (مستهزئة) من أين لك بكل هذا يا عالمة زمانها ؟.. ما عهدتك إلا بماسحة لأوساخ الجسم و منظفة لمواضع الاستنجاء و القذارات .
اليسرى : كفى السخرية يا هذه ، ألم تسمعي صاحبنا وهو يقرأ قبيل قليل قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا ، لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم".
اليمنى : تعنين أنك أحسن مني ، أليس كذلك ؟
اليسرى : لست بأحسن منك ، فقد فضلك الله بأن جعلك سبحة لصاحبنا، يستعين بك على ذكر الله دبر كل صلاة ، و لكن. كما أنك تسبحين الله. فأنا أسبح بحمده كذلك.
اليمنى : حقا !! لم أكن أعلم ذلك !
اليسرى : ألم تسمعي صاحبنا و هو يتلوا مرارا قول الله تعالى . "و إن من شئ إلا يسبح بحمده، و لكن لا تفقهون تسبيحهم"
اليمنى : نعم سمعته و لكني كنت أظن أن السنة كلفتك بغسل أوساخ الجسم أثناء الاستنجاء و الوضوء لعدم طهارتك و لبعدك عن الله.
اليسرى : أنت مخطئة يا أختي ، إنما هي ثغور، كل عضو منا يقف على أحدها ، و واجبة ألا يؤتي الجسم من قبله . فلو تركت الأوساخ و تنزهت عن غسلها لبطلت عبادة صاحبنا و فسد قلبه، و إذا فسد القلب فسدنا كلنا ، و لقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " أن في الجسد مضغة إذا فسدت فسد الجسم كله ألا و هي القلب" و لو فرضنا أن صاحبنا كان مبتور اليد اليسرى ألن يستعملك لتنظيف جسمه؟ لذلك وجب عليك أن قدمي لي الشكر كله و أن تقدري الدور الهام الذي ألعبه لا أن تسخري مني.
اليمنى : صدقت و الله.. و الاعتراف بالذنب فضيلة و أنا أقر و أعترف بتقصيري في حقك فهل تقبلين عذري و تصافحيني؟.
اليسرى : ليس كريما من رد بالمثل.. إني أسامحك و أعذرك، و أصافحك،و غفر الله لي و لك.

و اشتبكت اليدان في عناق حار و هما تسبحان.

مشكورة أختي على العبرة الجميلة .تحياتي

العفو و شكرا لك ع المرور الكريم الذي أنار صفحتي با غاليتي

» حوار بين ذكر وأنثى
» حوار مع سيئة
» حوار بين العالم و التلميذ
» حوار فتاه مع الشيطان فى سكرات موتها
» *-.-*كتاب :حوار مع صديقي الملحد، لمصطفى محمود*-.-*